يتجه المستثمرون اليوم إلى البيع، بعد تدفق نحو 400 مليار دولار إلى السلع خلال العقد الماضي، لتهوي هذه المبيعات مؤخراً بأسعار الذهب بأكبر نسبة يومية في ثلاثين عاما، في حين خسر خام برنت نحو 16% من أعلى مستوياته لهذا العام فوق 119 دولارا للبرميل بلغها في فبراير الماضي.
وكانت السنوات الأخيرة قد شهدت تهافتا على شراء السلع وعلى رأسها الذهب للحماية من التضخم، في ظل مزيد من التيسير الكمي أي "طباعة الأموال".
ويبدو الآن أن الصورة أصبحت معكوسة، والقلق يتركز حالياً على مفهوم معاكس تماما وهو الـ(disinflation) بمعنى انخفاض معدلات التضخم بعد أن فشلت سياسات التيسير الكمي من قبل البنوك المركزية حول العالم من تحقيق نسب التضخم المرجوة.
وفيما سيطرت تراجعات الذهب الأخيرة على عناوين الأخبار, إلا أن الخبراء يرون أن تراجعات النفط تحمل تداعيات اقتصادية أهم.
وقدر الاقتصاديون لدى بنك (jp morgan) أن انخفاض أسعار النفط بـ15% نتيجة زيادة المعروض سيكون كافيا لرفع النمو الاقتصادي العالمي بعُشرين في المئة. لكن انخفاض أسعار النفط بالنسبة ذاتها نتيجة توقعات اقتصادية أكثر تشاؤما من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض النمو الاقتصادي العالمي بنصف في المئة.
أما بنك (abn amro) فيرى أن تراجع أسعار السلع إيجابي للاقتصاد العالمي لأن انخفاض التضخم يدعم الانفاق الاستهلاكي.
من جانبه, يشير ميشيل وارد الرئيس التنفيذي لشركة (CSX) ثاني أكبر شركة للسكك الحديدية في الولايات المتحدة من أن انخفاض أسعار الطاقة إيجابي للاقتصاد أميركي يواجه نموا بطيئا.
لكن من ناحية أخرى, يرى البعض أن تراجع أسعار السلع سيكون لديه آثار محدودة حيث تشير شركة (Great Wall Motor) وهي أهم شركة لصناعة سيارات الدفع الرباعي وسيارات النقل الصغيرة في الصين أن آلاف المكونات تدخل في صنع السيارات وبالتالي أثر تراجع أسعار المواد الخام سيكون محدودا.
أما شركة الهندسة الهندية (Larsen & Toubro ) فترى أن انخفاض أسعار السلع اليوم سببه تباطؤ الطلب وعجلة الاستثمار وهو ما سيؤثر سلبا على الشركة في حال استمراره على المدى الطويل.
من جانبها تأمل الحكومة الهندية أن تراجع أسعار السلع سيساعد البلاد على سد العجز في الحساب الجاري، حيث يساهم النفط والذهب بنحو 45% من فاتورة الواردات.
أما أستراليا, التي استفادت من عشرين عاما من النمو المتواصل نتيجة طفرة في صادرات الطاقة والمعادن خاصة إلى آسيا قد تكون الخاسر الواضح من انتهاء موجة ارتفاع أسعار السلع.
جويال تعمل في حدود آلية التعدين. نحن نستخدم المعدات ذات مستوى عالمي، والتكنولوجيا، والقدرة والدراية لتلبية احتياجات العملاء وتقديم قيمة على المدى الطويل.