أعلنت الحكومة الفرنسية أنها سترسل 2500 جندي لدعم قوات الحكومة المالية في النزاع ضد الثوار الإسلاميين. وقد ارسلت فرنسا فعلاً 750 جندياً إلى مالي نقلتهم طائرات نقل إلى العاصمة «باماكو» وستستمر في نشر قواتها براً وجواً وان هدفها الوحيد هو ضمان أن تبقي مالي آمنة بعد انتهاء مهمتها وأن يكون لدى الدولة سلطات شرعية وعملية إنتخابية وأن لا يبقى أي ارهابي يهدد أراضيها.
هذا هو السرد الرسمي لفرنسا والذين يؤيدونها وهو ما نقلته على نطاق واسع وسائل الإعلام الرئيسية. ويدعم فرنسا بقية أعضاء حلف الأطلسي. وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، أكد ان أميركا تزوّد معلومات استخباراتية للقوات الفرنسية في مالي. كما أعلنت كندا وبلجيكا والدانمارك وألمانيا دعمها التدخّل الفرنسي متعهدة بتقديم مساعدات لوجستية في مطاردة الثوار.
إذا كنا نؤمن بهذا السرد فنحن مضللون مرة أخرى حول الأسباب الحقيقية. نظرة على مصادر مالي الطبيعية يكشف حقيقة الأمر. ان مصادر مالي الطبيعية هي:
{ الذهب: إذ تعتبر مالي ثالث أكبر منتج للذهب في العالم يترافق مع إستمرار بحث واسع عنه. مالي مشهورة بذهبها منذ أيام الامبراطورية المالية الكبرى وقد حج امبراطورها، كانكو موسى، إلى مكة المكرمة عام 1324 مستخدماً كارافان في حمله أكثر من 8 اطنان من الذهب. عليه فان مالي كانت بلد تعدين تقليدي منذ أكثر من ألف عام.
لدى مالي اليوم سبعة مناجم ذهب عاملة تشمل كالانا وموريلا في الجنوب وياتيلا وساديولا ولولو في الغرب ومناجم بدأت مؤخراً بإعادة الانتاج لا سيما سياما وتاباكوتو. وتشمل مشاريع استكشافات ذهب متقدمة كل من كوفي وكوديران وغونكوتو وكومانا وبنانكورو وكوبادا ونامبالا.
{ اليورانيوم: هناك إشارات مشجعة واستكشافات في حركة ناشطة. وتتولى الاستكشافات حالياً عدة شركات مع دلائل واضحة عن ترسبات يورانيوم في مالي. وتقع مكامن اليورانيوم في منطقة «فاليا» التي تغطي 150 كلم مربعاً من حوض فاليا - شمال غينيا. ويعتقد ان مكامن اليورانيوم في شمال شرق مالي والذي يغطي مساحة من الأرض تبلغ 19 ألف و930 كلم مربعاً يشمل مقاطعة جيولوجية بلورية واسعة تعرف بإسم، ادراردي ايفوراس. ويعتقد ان ترسبات اليورانيوم في مخزون «ساميت» بمقاطعة «غاو» وحدها يبلغ 200 طن.
{ الماس: تملك مالي الطاقة لتطوير استكشافات الماس. ففي منطقة «كايس» الإدارية اكتشفت 30 انبوب كمبرليتك أظهرت 8 منها آثار الماس. وقد التقطت 8 الماسات صغيرات في مقاطعة سيكاسو الإدارية جنوب مالي.
{ خامات حديد وبوكسايت ومنغنيز: توجد موارد هامة منها في مالي لكنها لم تستغل بعد. تشير تقديرات إلى أن لدى مالي أكثر من مليوني طن من خامات الحديد تقع في مناطق جديان - كنيبا وديامو وبال.
أما مخزونات البوكسايت فيعتقد انها في حدود 1.2 مليون طن تقع في مناطق كيتا وكنيبا وبافنغ - مكانا. وقد عثر على آثار لمعدن المنغنيز في بافنغ ومكانا وتونديبي وتاسيغا.
ثم موارد معدنية أخرى كامنة في مالي منها ترسبات صخرية لكاربونات الكالسيوم تقدر بـ 10 ملايين طن في «غانغوتيري» وثلاثين مليون طن في «استرو» و2،2 مليون طن في «باح الهيري». وهناك مكنونات معدنية أخرى مثل النحاس والمرمر والجبس وكاؤلين وفوسفات ورصاص وقصدير وليثيوم وصخور ملحية.
أما مكامن النفط في مالي فانها بدأت تجذب المستثمرين فعلاً وهي موثقة منذ سبعينات القرن الماضي حيث كشفت عمليات زلزلة وحفر مؤشرات محتملة من النفط.
ومع ارتفاع أسعار النفط والغاز في العالم صعّدت مالي بحثها وانتاجها وصادراتها من البترول. ويمكن لمالي أيضاً أن تصبح طريق نقل استراتيجي لصادرات النفط والغاز لدول الصحراء إلى العالم الغربي.
وهناك احتمال ربط حوض «تاوديني» بالسوق الأوروبية عبر الجزائر. كما بدأ العمل لإعادة توضيح معلومات جيولوجية وجيوغرافية جمعت سابقاً تركز علي خمسة أحواض رسوبية شمال مالي تشمل تاوديني وتامسنا ولومندين وديتش نارا وغوا.
مهما ذكرت وسائل الإعلام الرئيسية عن مالي فان هذه الحرب الجديدة ليست أكثر من نزع موارد البلد الطبيعية عن بلد تضمن مؤسسات دولية طريقاً له. ما يجري في مالي حالياً من قنابل ورصاص يتم من أجل ايرلندا واليونان والبرتغال واسبانيا بوسائل استعبادها بالديون، والشعب يعاني ويموت.
صحيفة «الغارديان» البريطانية ذكرت أن الخسائر البشرية لم تحصَ بعد إنما ذكر بيان حكومي أذيع من التلفزيون ان ما لا يقل عن 11 مالياً قتلوا في «كونا». وقال سوري ضياكايت، عمدة كونا ان الموتى بينهم أطفال غرقوا بعدما رموا أنفسهم في نهر في محاولة للهروب من القنابل. وقتل آخرون في الفناء أو خارج بيوتهم. الناس كانوا يحاولون الهرب لإيجاد ملجأ لهم. بعضهم غرق في النهر منهم ثلاثة أطفال حاولوا قطع النهر إلى الجهة الأخرى. أضاف العمدة ان ضرراً بالغاً لحق البنية التحتية. وقد تمكن ضياكايت من الهرب مع عائلته والوصول إلى العاصمة باماكو.
من يعرف كم بلغ عدد القتلى الآن؟! الله يساعد أي بلد وشعبه لديه موارد طبيعية لإستغلالها.
جويال تعمل في حدود آلية التعدين. نحن نستخدم المعدات ذات مستوى عالمي، والتكنولوجيا، والقدرة والدراية لتلبية احتياجات العملاء وتقديم قيمة على المدى الطويل.